هذا الموضوع منقول من الساحه السياسيه
يقول الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة :
من أوائل وأبرز شخصيات سدير الذين اختارهم الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ للقيام بواجبهم الوطني في المناطق الجنوبية ( عسير ، جازان ، بلاد غامد وزهران ، نجران ) هم على النحو التالي :
1 ــ ( الأمير عبدالله بن عسكر ) : أمير المجمعة المشهور ، والذي تولى إمارة عسير في عام 1343هـ وظل بها إلى عام 1349هـ ، ويعد واحداً من دهاة الرجال وأصدقهم وأنزههم ، ولم تعرف عسير فترة استقرار داخلي مثل ما عرفته في عهده .
2 ــ خلفه في إمارة عسير ابنه ( الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عسكر ) ، وكان في سياسته في إدارة الأقليم مقتفياً أثر والده ، ولكن التطورات السياسية والتحديات الخارجية كانت شديدة الوطأة في عهده .
3 ــ تولى إمارة عسير خلفاً للأمير عبدالعزيز بن عبدالله العسكر ( الأمير تركي بن أحمد السديري ) الذي كان ركناً من أركان الدولة وزعيماً من أبرز زعماء سدير , وتولى إمارة الأقليم في الربع الأول من سنة 1352هـ والتحديات الخارجية في أشدها فكان خير من تعامل مع المرحلة بما عُرف به من عزم وحزم وهيبة .
4 ــ خلفه في مطلع عام 1371هـ ( الأمير تركي بن محمد بن ماضي ) وهو من بيت زعامة مشهور من ( روضة سدير ) ، ميز نفسه كواحد من أبرز الرجال في مجالات السياسة والإدارة ، وأصبح من أكثر رجال عصره خبرة في شؤون المناطق الجنوبية ، فلقد خبر الإدارة فيها منذ مطلع شبابه كاتباً للأمير عبدالله بن عسكر ، وكان خريج مدرسة ذلك الشيخ المشهور بحنكته ، ثم تدرج في المهام الصعبة حتى تولى الإمارة في كل من جازان ونجران وأبها التي كانت محطته الأخيرة ، وهو واحد من أبرز الأمراء المثقفين ، وله مذكرات مطبوعة .
5 ــ تولى بعض من ( إخوة الأمير تركي بن ماضي ) مناصب أمراء في كل من جازان ونجران .
6 ــ ( الأمير خالد بن أحمد السديري ) شغل منصب نائب الأمير في أبها فترة ، ثم تولى إمارة جازان ، وآخر مناصبه تولى إمارة نجران في ظروف كانت في غاية الصعوبة والأهمية , برز كقائد وإداري كفء في تلك الظروف ، وظل في إمارة نجران لحين وفاته رحمه الله .
7 ــ ( الأمير محمد بن أحمد السديري ) تولى إمارة جازان فترة من الزمن أثبت جدارته أميراً وإدارياً ، إضافة إلى تميزه كشاعر وفارس كان ذا أحاسيس مرهفة يجيد فن الإدارة كإجادته لصناعة الكلمة الشاعرية المجنحة يرحمه الله .
8 ــ ومن أسرة ( التويجري المشهورة في المجمعة ) الذين شاركوا في فترة التأسيس في منطقة عسير ( الأمير عبدالله التويجري ) الذي تولى إمارة النماص في بلاد بني شهر وإمارة أحد رفيدة في بلاد قحطان ، وعُرف بحكمته وكرمه وقدرته في التعامل الحضاري مع الآخرين ، وكانت فترة إمارته في أحد رفيدة في مطلع الثمانينيات الهجرية فترة تطور لمفهوم الإمارة في هذه المنطقة ، وأحبه الناس وأحبهم وتصاهر مع أسرة آل سالم التي فيها مشيخة أحد رفيدة وزوجته هذه تصير بنت خالي وتوفيت منذ سنوات ، وكانت وفاته قبل وفاتها بسنوات في مدينة الطائف .
ولقد ذكر لي معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري وهو ابن عم عبدالله التويجري في إحدى المناسبات بأنه كان يعد نفسه للمشاركة في حرب هذه الأحداث مع قوة رديفة للقوات المتواجدة هناك اصلاً ، ولكن توصل الطرفان إلى إنهاء الحرب والوصول إلى اتفاقية الطائف التي وضعت حداً لتلك الحرب .
9 ــ ( الشيخ محمد بن ضاوي ) يرحمه الله من رجالات حرْمَة بسدير البارزين الذين شاركوا في أحداث سنوات التوتر بين المملكة واليمن ، فلقد قام بعدة سفارات إلى ملك اليمن مبعوثاً رسمياً من قبل الملك عبدالعزيز ، وعمل بعد توقيع اتفاقية الطائف في وظائف بارزة مختلفة في منطقة عسير ، وكان آخر عمل قام به يرحمه الله مديراً لجوازات الرياض .
وأذكر قصة طريفة حصلت لي مع هذا الرجل يرحمه الله ؛ ففي السنة الأولى من قدومي إلى الرياض في مطلع الثمانينيات الهجرية تقدمت بطلب إصدار حفيظة نفوس لي ، ولم أكن قد تجاوزت الثامنة عشرة من عمري ، والحفيظة لا تعطى لمن هو أقل من هذه السن ، والبديل هو منحي شهادة ميلاد , وطُلب مني تصديق العمدة ، ولم أكن أعرف أي عمدة أذهب إليه للتصديق ، فذهبت إلى ابن ضاوي وأنا لا أعرفه وهو في مكتب من أضخم ما رأيت من مكاتب في ذلك الوقت ، ورأيته رجلاً ذا طلعة جليلة وشخصية عليها كل مهابة الوقار ، فشرحت له أمري فسألني من اين أنت ؟ , فقلت من المكان الفلاني , فقال تعرف فلاناً ؟ فقلت له إنه شقيق والدتي ، فقال : أنا عمدتك ، ولم يكتف ِ بهذا بل قال : إذا احتجت شيئاً فأنا مكان خالك ، وسألني عنه وأثنى عليه رحمة الله عليهما جميعاً .
ولابن ضاوي أخ آخر يدعى ( إبراهيم ) تولى إمارة الظفير في بلاد غامد ، وإمارة محائل في تهامة عسير ، وإمارة بارق ، وأشرف على بناء قصر نجران بعد توقيع اتفاقية الطائف مباشرة .
أما في مجال القضاء فلقد تولى منصب القضاء في منطقة عسير عدد من القضاة المعدودين من أهل سدير منهم الشيخ سليمان بن جمهور ( من علماء جلاجل ) ، والشيخ عثمان الحقيل ( من علماء حاير سدير ) ، والشيخ سليمان الأحمد ( من علماء التويم بسدير ) ، وغيرهم .
وهناك كثير من أهل سدير عملوا في مجالات مختلفة في منطقة عسير في التعليم والإدارة والهجانة والجندية وجباية الضرائب وغيرها , ويصعب في هذا المقام تعدادهم ونورد بهذه المناسبة قائمة بكبار أسماء من شارك في حرب اليمن عام 352 / 1353هـ من أهل سدير وذلك فقط للتدليل على دور ومشاركة أبناء هذا الأقليم في بناء وحدة بلادهم .
وهذا البيان يشتمل على أسماء ( 91 ) شخصاً من أهل سدير الذين شاركوا في حرب اليمن والتي انتهت بتوقيع اتفاقية الطائف في أوائل عام 1353هـ .
والبيان يشمل أسماء كبار القوم وعدد من يتبعهم دون ذكر لأسمائهم ويسمون بالخُبر وبيان مقدار ما يصرف لهم من أرزاق عينية ونقود نقدية .
وأهل سدير فيما يبدو تحت قيادة ( عمر بن عسكر ) من أمراء المجمعة المعروفين وله خبرة طويلة في أحوال منطقة عسير بل المنطقة الجنوبية كلها ؛ حيث عمل جنباً إلى جانب مع عمه الأمير عبدالله العسكر لسنوات طويلة ، وتوفي في عام 1390هـ وقام بقيادة الغزو بدلاً عن ابن عمه ( الأمير عبدالعزيز بن عبدالله العسكر ) الذي وصل إلى نجد من عسير بعد أن سلم مقاليد الإمارة للأمير تركي السديري في أبها .
ويلاحظ من القائمة بأن سدير بكل مدنه وبلداته ممثلة من خلال ذكر إسم كبار القوم أو الخُبر .